تعتبر ازدحامات المرور مصدر قلق متزايد في العديد من المراكز الحضرية، بما في ذلك المدن المغربية. غالبًا ما تكون الطرق التقليدية لإدارة المرور غير كافية للتعامل مع الطبيعة الديناميكية للحركة الحضرية. وهنا تأتي التحليلات التنبؤية. من خلال الاستفادة من البيانات الضخمة، والخوارزميات المتقدمة، والبيانات اللحظية، توفر التحليلات التنبؤية حلاً واعدًا لتعزيز إدارة المرور. يمكن لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي أن يتوقع أنماط المرور، مما يسمح لمخططي المدن والسلطات النقل باتخاذ قرارات مستنيرة. على سبيل المثال، يمكن للنماذج التنبؤية تحليل البيانات التاريخية لحركة المرور لتحديد أوقات الذروة، مما يمكّن من إدارة أكثر كفاءة لإشارات المرور وتخطيط الطرق. بالإضافة إلى ذلك، عند تطبيقها على أنظمة النقل العام، يمكن أن تعزز التحليلات التنبؤية موثوقية الخدمات، مما يضمن وصول الحافلات والترام في الوقت المحدد بناءً على تدفق الركاب المتوقع. في المدن المغربية، يمكن أن تحسن هذه الأنظمة التنبؤية بشكل كبير من تنقل المواطنين اليومي، وتقلل من تلوث الهواء، وتخفف من العبء الاقتصادي للازدحام المروري. من الضروري للمسؤولين في المدن أن يتبنيوا هذه التكنولوجيا الذكية لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة وتحسين قابلية العيش في المساحات الحضرية. مع استمرارنا في احتضان العصر الرقمي، ستكون تكامل التحليلات التنبؤية في استراتيجيات إدارة المرور أمرًا لا غنى عنه في التخطيط الحضري المغربي.